تأثير عاداتنا اليومية على تغير المناخ
قد تبدو النظرة المستقبلية للمناخ مثيرة للإحباط. لكن الخبر السار هو أنه لا يزال بإمكاننا القيام بالكثير كأفراد لتغيير هذه السردية.
قال نيكولاس هاغيلبيرج، منسق تغير المناخ في برنامج الأمم المتحدة للبيئة: “تتطلب حالة الطوارئ المناخية اتخاذ إجراءات من جانبنا جميعاً. نحتاج إلى الوصول بانبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050، ولكل شخص منا دور يلعبه. كأفراد يتعين علينا أن نغير عاداتنا الاستهلاكية والضغط على أولئك الذين يمثلوننا للانتقال بسرعة إلى عالم منخفض الكربون”.
أكثر مايعبر عن تأثير عاداتنا اليومية على تغير المناخ هو مفهوم البصمة الكربونية! فماهي البصمة الكربونية؟
البصمة الكربونية لفرد هي مقياس لإجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة (في المقام الأول ثاني أكسيد الكربون والميثان) التي يسببها هذا الفرد في سلوكه واستهلاكه.
نحتاج فقط 3 خطوات للحصول على النتيجة
الخطوة الأولى جمع البيانات، مثل الكهرباء، الماء، الغاز والوقود ….إلخ.
بعدها نبحث عن العوامل لمعرفة إجمالي انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وفقاُ للاستهلاك.
وأخيراً نطبق هذه المعادلة: البصمة الكربونية = الكمية x معامل الانبعاث.
يقترب متوسط البصمة الكربونية للشخص الواحد في أنحاء العالم من 4 أطنان سنويّاً، تُشير التقديرات إلى الحاجة إلى خفض هذا الرقم إلى أقل من 2 طن بحلول عام 2050 لتجنب ارتفاع سيناريو درجات الحرارة العالمية الكارثي الذي يبلغ درجتين مئويتين.
بهذه المعلومة البسيطة والمهمة بنفس الوقت، نستطيع الاقتراب من البيئة، وإدراك الخسائر، حتى نقلل منها بقدر الإمكان.
في النهاية إليك/ي بعض النصائح لتخفيف البصمة الكربونية
اختر طعامك
خفّف من الهدر وقلّل من تناول اللحوم الحمراء، وتناول المزيد من الخضار الموسمية والمحلية. فالثروة الحيوانية تُنتج 14 في المائة من جميع غازات الدفيئة، وتُعتبر الماشية أكبر مساهم في هذه الغازات.
قلّل المواصلات
التحوُّل إلى قيادة أقل وطيران أقل، لأن النقل مسؤول عن نحو ربع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية. وفي حين أن العيش بلا سيارات قد يكون من أكثر التصرفات الشخصية تأثيراً لتقليل انبعاثات النقل، فإن التخلي عن السيارة ليس ممكناً بالنسبة للجميع، خاصة إذا كنت تعيش في منطقة لا تتوفر فيها وسائل نقل عام جيدة.
فكّر قبل أن تشتري
يتطلّب صنع سروال واحد من الجينز 3781 ليتراً من الماء، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب)، مع مراعاة إنتاج القطن وتصنيعه ونقله وغسله. ويمكنك الحدّ من تأثيرك عن طريق إصلاح العيوب البسيطة في الملابس بدلاً من استبدالها، والتبرع بها بدلاً من التخلص منها، واختيار الملابس العالية الجودة التي يمكن أن تستمر لفترة أطول. كما يمكنك أيضاً شراء الثياب المستعملة.
حافظ على المياه
يُعدّ تقليل استهلاك المياه أمراً ضرورياً؛ فكمية المياه المتوفرة على الأرض محدودة، ولا يمكننا إنتاج المزيد منها. فهل تعلم أن 96.5 في المائة من المياه الموجودة على الأرض مالحة جداً للاستهلاك البشري؟ وأن ثلثي المياه العذبة المتبقية محجوزة في الجليد القطبي والأنهار الجليدية والثلوج الدائمة؟ فضلاً عن أن ذوبانها لن يساعد، لأن معظمها سينتهي في مياه البحر. لهذا السبب من المهم جداً أن نحافظ على مواردنا المائية.
تحول إلى الطاقة النظيفة
يحصل العالم اليوم على معظم احتياجاته من الطاقة من حرق الوقود. وفضلاً عن استخداماته الصناعية، يدفئ هذا الوقود منازلنا ويدير سياراتنا ويزوّدنا بالكهرباء، وهو الذي كان العنصر الرئيسي حتى اليوم في التنمية الاقتصادية وتوفير مستوى لائق للحياة. وبصرف النظر عن أن هذا الوقود مورد محدود لا يتجدد، لذا وجب ترشيد استهلاكه، فهو المصدر الأساسي للانبعاثات الغازية الضارة، إذا لم تُعتَمَد أساليب استخدام جديدة قادرة على التقاط الانبعاثات الضارة قبل تسرُّبها إلى الأجواء.