المؤلف: May Mkarem
لمحة تاريخية COP
لمحة تاريخية COP

مؤتمر COP

لم يعد العمل المناخي حكراً على الناشطين او صناع القرار فكل انسان يعيش على هذا الكوكب الملوث معني بشكل مباشر بمعرفة آخر اخبار وقرارات وخطط الدول في هذا المجال لأنها تتقاطع مع كل تفاصيل حياتنا.

إن كنت تعيش في بلد فقير ونامي أو غني وصناعي، ان تعمل في شركة أو عملك الخاص أو حتى عاطل عن العمل فقرارات مؤتمر الأطراف ستؤثر على حاضرك ومستقبلك، سنعرف معاً بإيجاز كيف وصل مؤتمر الأطراف إلى دبي هذا العام.

كانت رئيسة الوزراء السابقة لاسكتلندا، نيكولا ستورجن، من أوائل المطالبين عن تعويضات الخسائر والأضرار من الدول الغنية في مؤتمري Cop26 وCop27 . حيث تعهدت ستورجن بمبلغ مليوني جنيه استرليني في البداية، ثم 5 ملايين جنيه استرليني أخرى، كما حثت الدول الصناعية القوية على الالتزام بسد الفجوة في التمويل من أجل تحقيق عدالة مناخية حقيقية. وكانت اسكتلندا أيضاً واحدة من أولى الدول التي تحدثت عن التعويضات المناخية، مدركة لأهمية المساءلة التاريخية.

كوب COP هو مؤتمر الأطراف الذي يضم 198 دولة طرفاً (197 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي) التي وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي وهي واحدة من ثلاث اتفاقيات أُقرت خلال قمة الأرض التي عقدت في ريو دي بالبرازيل 1992 للحد من النشاط البشري المؤدي للاحتباس الحراري ومن استخدام الوقود الأحفوري،  بهدف حصر ارتفاع درجة حرارة الارض ب1.5 درجة.

من أجل كوكبنا معاً لمواجهة التغيير المناخي والحد منه والتكيف معه..

تستضيف الإمارات كوب 28 الذي يجمع الدول الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وآلاف الخبراء ونشطاء المناخ وأشخاص من المجتمعات المحلية وممثلي الشركات والمجموعات غير الحكومية

 ماذا يعني COP؟

بعام 1992 اجتمعت مجموعة من الدول لأول مرة ليتكلموا عن التغير الحاصل في المناخ، اجتمعوا في البرازيل واجمعوا على ان هناك تغير مناخي ناتج عن استخدام الوقود الاحفوري وانه يجب اتخاذ بعض الإجراءات عالمياً  للحد من هذا التغير الكارثي وهكذا كانت اتفاقية الأمم المتحدة.

وقد وقعوا اتفاقية إطارية تابعة للأمم المتحدة دخلت حيز التنفيذ في عام 1994.  وهكذا ولد كوب .. COP  : the Conference of the Parties  والذي يعني مؤتمر الأطراف وهيئة اتخاذ القرارات المسؤولة عن مراقبة  واستعراض تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي.

يشارك في كوب COP   الدول والأقاليم التي وقعت الاتفاقية ويبلغ عددها 197 دولة ويجتمع مؤتمر كوب سنوياً منذ عام 1995، من أجل  مراقبة ما الذي تم تنفيذه من هذه الاتفاقية والاتفاقيات الملحقة بها، من أجل الحد  بشكل عاجل من تأثير النشاط البشري على المناخ.

وبدأ العمل على تنفيذ اتفاقية كيوتو 2005 لوضع التزامات ملزمة قانونياً للدول المتقدمة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وذلك بتخفيف استخدام الفحم الذي يسبب زيادة هذه الانبعاثات،  ثم بدأ العمل باتفاقية باريس بعام 2015 والتي مازال العمل عليها قائم حتى هذا الوقت، من حيث تكثيف الجهود لحصر ارتفاع درجة الأرض ب 1.5 درجة.

رحلة COP   من 1992 وحتى 2023:

هذه أجيال كوب من 1 لل28 و سأستعرض نتائج وتوصيات اخر 3 محطات

أول كوب COP  انعقد في برلين 28 مارس – 7 أبريل  1995

كوب 2  انعقد في جنيف في سويسرا  من 8 الى 19 يوليو عام 1996

كوب 3  انعقد في كيوتو اليابان ديسمبر 1997

كوب 4 بوينس ايرس الارجنتين  نوفمبر 1998

كوب 5 بون المانيا أكتوبر 1999

كوب 6 انعقد في لاهاي نوفمبر 2000

كوب 7 انعقد في مراكش أكتوبر 2001

كوب 8 انعقد في نيودلهي أكتوبر 2002

كوب 9 انعقد في ميلانو ديسمبر 2003

كوب 10 بوينس ايرس الارجنتين ديسمبر 2004

كوب 11 انعقد في مونتريال ديسمبر 2005

كوب 12 انعقد في  نيروبي كينيا  نوفمبر 2006

كوب 13 بالي اندونيسيا ديسمبر 2007

كوب 14 بزنان بولندا ديسمبر 2008

كوب 15 كوبنهاجن دينيماك ديسمبر 2009

كوب 16 كانكون المكسيك نوفمبر 2010

كوب 17 ديربان جنوب أفريقيا  نوفمبر 2011

كوب 18 الدوحة قطر  نوفمبر 2012

كوب 19 وارسو لتغير بولندا نوفمبر 2013

كوب 20 ليما بيرو ديسمبر 2014

كوب 21 باريس فرنسا نوفمبر 2015

كوب 22 مراكش المغرب نوفمبر 2016

كوب 23 بون المانيا نوفمبر 2017

كوب 24 كاتوفيتشي بولندا ديسمبر 2018

مؤتمر COP 25 مدريد اسبانيا ديسمبر 2019:

ظهرت فيه الانقسامات بين الدول الغنية الملوثة للبيئة  والدول النامية بشأن الجهة التي عليها خفض الانبعاثات،  وكيفية دفع المبالغ الطائلة  التي تحتاجها البشرية للتكيف مع التغير المناخي وقد اكد فيه الأمين العام للأمم المتحدة على أن البشرية ستكون على أحد مسارين عند نهاية العقد المقبل  وهما اما طريق الاستسلام واللاعودة  وهو ما يهدد صحة وسلامة البشرية على هذا الكوكب او طريق الأمل القائم على الحلول المستدامة.

مؤتمر COP 26 جلاسكو المملكة المتحدة نوفمبر 2021 :

 فيه التزمت فقط 23 دولة من اصل 193 بتقديم خططها للأمم المتحدة، وقد اتفقت الدول على تقديم التزامات اقوى، وخطط عمل وطنية أقوى في العام المقبل، بالإضافة  لإعداد تقرير تجميعي سنوي للمساهمات المحددة وطنياً لقياس المستوى الحالي للطموح،  كما شددت الدول  ولأول مرة  على:

1-     التخلص التدريجي  من طاقة الفحم 

2-    التخلص التدريجي من دعم الوقود الأحفوري.

وهاتان القضيتان لم  يتم ذكرهما صراحة في قرارات الأمم المتحدة من قبل، علما ان النفط والفحم هم الأكثر تسبباً للاحترار العالمي، كما أكد على الضرورة الملحة للعمل لخفض انبعاثات الكربون بنسبة 45% الى صافي صفري بنهاية القرن تقريباً.

كوب 27 شرم الشيخ مصر نوفمبر 2022:

 استطاع توحيد متطلبات 197 دولة بالإضافة للاتحاد الأوروبي والتوصل من خلال المفاوضات لإنشاء صندوق للتعويض بشكل فوري  عن الخسائر والأضرار التي تتكبدها الدول النامية والناجمة عن التغير المناخي من فيضانات وأعاصير، للإعلان الختامي الذي تضمن:

1-     الحاجة لخفض الانبعاثات بشكل سريع ومستدام.

2-    التأكيد على هدف اتفاقية باريس باحتواء ارتفاع متوسطة الحرارة دون الدرجتين مقارنة مع ما قبل الثورة الصناعية ومواصلة الجهود لحصر الاحترام ب 1.5 درجة3-    تسريع  الجهود للخفض التدريجي لاستخدام الفحم وإلغاء الدعم غير المجدي للوقود الاحفوري والانتقال بشكل سريع وعادل الى الطاقة المتجددة.

مؤتمر COP 28 دبي الإمارات العربية نوفمبر 2023 :

تستضيف الإمارات العربية كوب 28 من 30 نوفمبر ولغاية 12 ديسمبر 2023 متضمناً الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الاطارية بشأن تغير المناخ مع العديد من الخبراء والصحفيين  ونشطاء المناخ والمجتمعات المحلية، لتناقش فيه الدول طرق مواجهة أزمة المناخ التي يتفاقم أثرها السلبي على الإنسان في العالم كله.

 لذلك يتوجب على الحكومات المشاركة في كوب 28 من أجل:

1-    ضمان الانتقال السريع والعادل والمنطقي للطاقة المتجددة.

2-    عدم الترخيص لأي مشروع جديد قائم على الوقود الأحفوري بالإضافة لرفع الدعم عن مشاريع  النفط والغاز والفحم  لخفض الانبعاثات بسرعة والحد من آثار التغير المناخي،  فالتعهدات الحكومية بخفض استخدام الفحم الذي حصل بكوب 26 تبين فشله في كوب 27 حيث باءت محاولة 81 دولة من إدراج التخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري في النص النهائي للوثيقة الختامية  وعلى ما يبدو أن السعودية ودول الخليج كان لها الدور الأكبر في إحباط هذه المحاولة.

3-    وضع مسألة تمويل مكافحة التغير المناخي محط التنفيذ (صندوق الخسائر والأضرار) والاتفاق على تفعيله وآليات تمويله.

4-    الحفاظ على البشر وتحسين سبل الحياة5-    احتواء الجميع بشكل تام عبر دعوة مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني والشباب والشعوب الأصلية لتقديم مقترحاتها

لمحة تاريخية COP

سوريا ومؤتمر COP:

سوريا من أكثر الدول تأثراً بالتغير المناخي، وقد شهدنا ما شهدناه من ارتفاع بدرجات الحرارة هذا الصيف بشكل ملفت، وكذلك ارتفاع نسبة الحرائق وموجات الجفاف بالإضافة لتغير مواعيد الهطولات المطرية  التي أصبحت في غير وقتها، وشح المياه كل هذا انعكس سلباً على سبل الحياة، وزاد المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.

فنحن كباقي شعوب الدول النامية ننتظر من كوب COP العدالة المناخية والبدء بدعم وتعويض الخسائر والأضرار من الدول الصناعية الكبرى لإعادة إحياء البنى التحتية والاعتماد على الاقتصاد الأخضر والطاقة النظيفة في بلدنا والتوجه بخطى ثابتة نحو الاستدامة التي نسعى و نحلم بالوصول إليها.

تدقيق: أنمار الصالح
المصدر:

Conference of the Parties (COP) | UNFCCC
ماهو مؤتمر COP27؟ ولماذا يهمنا كسوريين؟ – The Syrian Climate Pioneers
مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي – ويكيبيديا
  https://www.bbc.com/arabic/middleeast-63089960

إقرأ أكثر مع SCP
تاريخ النشر 15/01/2024