دوّن للأرض

سوريا
سوريا

سوريا ..بذورُ الأمل تتحدث ..الجيل الجديد سيعيد كتابة قصة البيئة

غرقت سوريا في رماد حربٍ استمرت ل 14 عاماً محت فيها ذكريات وبشر وتاريخ .

واليوم تحاول سوريا التعافي بما بقي من سكانها وبقايا أرضها لتنهض وتنفض رمادها.

تدوينتي اليوم بحروفي أنا غزل,  فتاةٌ كبرت وترعرعت في سوريا ,وكبقية الشباب نشأت في جوفِ الحرب ,عينٌ شهدت سوريا ماضياً وحاضراً .

لقطاتٌ من الماضي

عودةً إلى تاريخ سوريا وبالأخص عامي 2007,2008  عام الإزدهار, هنا ارتفعت البصمة الكربونية لسوريا بمعدل0.18%  من حصة انبعاثاتها للعالم .

وذلك نسبةٍ إلى ازدياد المصانع ,التصدير, النهوض العمراني والاستعمال المفرط للمحروقات كل ذلك كان بمثابة مؤقتٍ للقنبلة .

 والأخطر من ذلك لم تكن هناك أي حملات للتوعية وجل الأمر كان عبارةً عن إطلاق إعلاناتٍ طرقية للحفاظ على نظافة الشارع  والنظافة الشخصية أما الوعي  البيئي فقد كان  معدوم .

أثر الحرب بيئياً

و الذي زاد الطين بلة سلسلة الحرب التي استمرت إلى الآن , فشوهت وجه سوريا بما عليها من غاباتٍ وسكان وعمران .

وأصبحت سوريا  هشةً لا تقوى على المقاومة ,وكغيرها من باقي دول العالم كان لها نصيبٌ من التغير المُناخي.

 فتعرضت لعدة ظواهرٍ غريبة لم تكن معتادةً في السنوات ال20 الأخيرة تمثلت ب(موجات الاحترار العالية التي عرفت بالقبة الحرارية  والجفاف وغيرها من حالات الصقيع).

وعلى نحوٍ ملحوظ كان هذا الإنعكاس البيئي كارثياً فسبب , تلوث المياه, انتشار الأمراض ,خسارة المحاصيل, ظهور حشرات غريبة والتغيرات الفصلية الغير مسبوقة. كل هذا ماهو الا بدايةً للتغير المُناخي .

والأسوء أننا لم نعد نأبه للبيئة و لم تعد أولوية.  نتحدث ونشتكي من التأثيرات الظاهرة التي تؤثر علينا لكن إلى الآن لم نقم  بتسليط الضوء على أن حدوثها ما هو إلا رد فعل الطبيعة للإساءة لمواردها وإسرافها .

على مدار سنوات عملت الحرب وعاداتنا الغير مسؤولة على تدهور البيئة و زيادة في الانبعاثات الكربونية وأصغرها الهدر أكان في  الماء , الورقيات او البلاستيك .

 سنوياً تقطع آلاف الاشجار لإنتاج الورق وتتلوث المكبات والأنهار بالبلاستيك الذي يحتاج إلى مئات السنين للتحلل  .

إلهام الجيل الجديد

اليوم في عام 2024  بدأت سوريا بالنهوض , حيث نفذت العديد من المشاريع والنشاطات التي تتبنى فكرة الاستدامة وعملت على التعافي المبكر لسوريا .

ونشأت مؤخرا فرقٌ صغيرة تهتم بالبيئة وتؤمن بالتغيير والأمل وأن الوقت لم يفت بعد ونستطيع مساعدة أرضنا . 

ولفتتني عبارة ” في قلب الدمار وجدنا الأمل, في الأرض التي نقف عليها ”  جملة تبنتها إحدى الفرق التطوعية التي تعمل على حماية البيئة .

ولكن كعادة ظهور أي شيء لا بد من وجود بعض الإستهزاء وتقليل أهميته ولاسيما  موضوع البيئة , حيث أنني لاحظت بعض آراء الشباب الذين علقوا على أحدى الفرق قائلين: ( هلأ تاركين كل شي بدو تصليح ولاحقين البيئة ),متجاهلين أنه لم يعد خيار أو  رفاهية إما بقاء أو زوال فالتغير المُناخي بدأ لعبته الآن .

رياديو المُناخ السوريون

من الفرق التي عملت على نشر الوعي البيئي وممارسة نشاطات تعمل على تمكين الشباب للقدرة على ترك أثر إيجابي بيئي, وتشجيع الأنشطة البيئية كالزراعة وثقافة فرز النفايات والتدوين  المحلي الإلكتروني البيئي وغيرها … 

وذلك سعياً للإصلاح ما أمكن , فبدأوا بثقافة البصمة الكربونية , وكيفية  تخفيضها  وحملاتِ توعية واسعة على جميع الأصعدة والقطاعات وفئات المجتمع كافةً .

 لم يقفو هنا فقط بل تحولوا  إلى صوتٍ وصل إلى العالم في كوب 28 كممثلين عن فئة شباب سوريا آملين مساعدتها لتستطيع مواجهة شراسة التغير المناخي. 

ها هو الضوء في آخر النفق أنه يتقدم بخطى صغيرة ,ستصنع هذه الخطوات المستقبل,  علينا أن  نؤمن بقوة التغيير والعمل معاً هكذا سنعيد رسم  سوريا من جديد.


Syria CO2 Emissions – Worldometer/

CO2 emissions (kt) – Syrian Arab Republic

كتابة: غزل الدروبي

تدقيق: داليه عبد اللطيف

إقرأ أكثر مع SCP

(هذه التدوينة من مخرجات مشروع "دوّن للأرض" بالتعاون مع مشروع تمكين)