تغير المناخ أزمة عالمية .. فأين نحن منها؟
ازداد تأثير التغير المناخي بشكل واضح وملموس في الفترة الماضية، ليصبح أكبر مهدّد للبيئة والزراعة والأمن الغذائي في كلّ الجغرافيا السوريّة، وتنوعت أشكال هذه التأثيرات من ارتفاع في درجات الحرارة، وتغيُّر في أنماط الهطولات المطرية، وانتشار آفات زراعية جديدة، مما شكل ويشكل خطر حقيقي على الأنظمة البيئية والتنوع الحيوي، وعلى الأمن المائي والغذائي في سوريا.
إليكم بعض الأرقام التي جمعناها لكم عن تأثير التغير المناخي على سوريا
- تمر سوريا حاليًا بواحدة من أسوأ موجات الجفاف في الذاكرة الحديثة. وصفها وزير الزراعة السوري بأنها الأسوأ منذ سبعة عقود.
- يقدر الخبراء أن ما لا يقل عن 50٪ من الأراضي المزروعة في الحسكة يمكن أن تموت نتيجة للجفاف.
- لا تتجاوز مساحة الأراضي المروية 17% من الأراضي المزروعة وهذه النسبة آخذة بالتناقص نتيجة ضعف تأمين المشتقات النفطية لتشغيل مضخات الآبار، بالإضافة لتراجع مستويات المياه في السدود والأنهار بسبب استهلاك تركيا للحصّة المائيّة السورية في مشاريعها الداخلية.
- أشارت الخرائط المعبرة عن دليل الجفاف وشدته إلى انتشار الجفاف الشديد جداً والشديد كان في ثلاثة أعوام 2008، 2018، 2021 بمساحات تقدر ب 48551, 139451, 46168 هكتار على التوالي، وأكدت الدراسة أن موجات الجفاف زادت وتيرتها وأصبحت تتكرر بمعدل موجة كل ثلاث سنوات.
- ظهور آفات زراعية جديدة وانتشار آفات بشكل مستفحل وتغير موعد ظهور بعضها، لأول مرة انتشر حفّار أوراق الطماطم، وحفار النخيل، وذبابة ثمار الخوخ، والحلزون المخروطي المحزز وغيرها من الآفات.
- زادت حرارة مياه البحر المتوسط درجتين تقريباً كما زادت ملوحته، مما أثر على الحياة البحرية بشكل كبير ومتفاقم، حيث رصد عدد كبير من الأسماك الغازية، كما لوحظ هجرة عدد من الأسماك التي كانت تعيش في المياه السورية الاقتصادية.
- عانى الرعاة الذين يتجولون في المراعي السورية بشدّة من قِلّة الأمطار، في العديد من المناطق لم يكن هناك نمو نباتي صِفري في ربيع وصيف عام 2021، مما يعني أن مئات الآلاف من الأغنام والأبقار والماعز والإبل تفتقر إلى المراعي للغذاء والوصول إلى مصادر المياه.
تمثل هذه الأمثلة جزءاً بسيطاً من الأبحاث التي أُنجزت للإحاطة بتأثيرات تغير المناخ على منطقتنا، والتي تُنبئنا بحجم الأهوال القادمة علينا، إن لم تحصل التدخلات الطارئة المناسبة.