العادة والروتين
غالباً ما يكلفنا بناء عادات جديدة جهداً أولياً بإتخاذ قرار البدء بالعادة وجهداً آخراً خلال ترسيخها وجعلها تلقائية ، خصوصاً في ظل ازدحام وقتنا بعادات قد تكون سلبية وغير منتجة، لكن النتيجة النهائية لممارسة عادات جيدة تشكل حافزاً كبيراً لبذل هذا الجهد.
إليك أهميَّة مَعرفة كيفيَّة تكوين العادات ومتى يكون من الأفضل الإلتزام بالروتين لتحقيق أعلى مستوى من الإنتاجيَّة والرِضا.
يَتحدد شكل العادة بحسب كيفيَّة اكتسابها وكيفيَّة تصورها في الذاكرة، وحجم مسؤوليتها والهدف منها. يعرّف تشارلز دويج العادات بأنها إختيارات نتخذها جميعاً عمداً في مرحلة ما، ثم نتوقف عن التفكير فيها ولكن نواصل القيام بها كل يوم غالباً، فهي تحدث بصورة تلقائيَّة وبطريقة شبه آليَّة دون تفكير، مُشكّلة أكثر من 40% من القرارات التي تُدير حياتنا.
كل من العادة والروتين أفعال منتظمة ومتكررة؛ لكن العادات تحدث بقليل من التفكير الواعي أو بدونه، بينما يتطلب الروتين درجة أعلى من النيَّة والجُهد.
ومع الوقت الكافي والأساليب الصحيحة، يمكن أن يتحول الروتين إلى عادات لكن هذا الإنتقال ليسَ عمليَّة تلقائيَّة غير واعية بل يحتاج المرء فيه إلى الرغبة في تحويل الروتين إلى عادة حتى تتحقق هذه العمليَّة.
القدرة على تضمين عادات مُلهمة ورياديَّة تجاه مُجتمعنا في عاداتنا ومهامنا اليوميَّة التكراريَّة يَخلق لدينا حِسْ مسؤوليَّة مُنتظم، كما أنَّ إقران الروتين بحس مسؤوليَّة بيئي يجعل منه روتين حيوي، تتعزّز فيه رغبة التٌكرار بما يولده من إحساس يوميّ بالفخر والإنجاز، فكل يوم يمر ونحن نمتنع عن عادة سيئة أو نلتزم بعادة بيئية سليمة يكون فيه قيمة مضافة لنا كأشخاص ولمجتمعنا وكوكبنا قاطباً.
لنبدأ بخلق روتين يومي بشكل متدرج وعلمي كُلنا معاً ونجعله عادة بيئَّية إيجابيّة وخطوة فارقة تحقق التغيير الذي نسعى له.
اليوم تغير المناخ قضيتنا المفروضة علينا فلابُد أن نتبناها جميعاً، لنشكل أثر حقيقي يأخذنا نحو مستقبلٍ أفضل.