الأنشطة المدرسية القائمة على التوعية البيئية
لازال دور المدارس في البلاد العربية تجاه التوعية البيئية فقيراً جداً ومن هنا لابد من التذكير بأن دور المدرسة لا يقتصر على الجانب التعليمي فقط. لكن أصبح لها دوراً كبيراً في تعزيز القيم الإيجابية وتربية الأجيال على الكثير من جوانب الحياة والسلوك لدى التلاميذ ومنها الوعي البيئي الذي يشكل أهمية مجتمعية وتنموية, وبالإمكان أن يكون للمدرسة مهمة إيجابية في هذا المجال من خلال مجموعة من الأنشطة والمبادرات والفعاليات ودمج الطفل في نشاطات بيئية صفية أو مهرجانات ومسابقات داخل المدرسة أو مخيمات خارجها. من الممكن أن ينمي في الطفل روح التحدي وسرعة التلقي لأنه يتأثر بشكل كبير بالأنشطة والممارسات مع أقرانه التلاميذ, التي تلعب دوراً في غرس القيم البيئية لديه وتغرس فيهم القيم والمهارات البيئية لزيادة وعيهم البيئي وتنشئتهم كأدوات بشرية فاعلة في المستقبل.
تعريف التوعية البيئية:
كما عرّفها R.Legendre بأنها ” نظام مفتوح يتألف من مدخلات نشاطات ومعارف، الهدف منها جعل الكائن البشري قادراً على تطوير أوضاعه بأكبر قدر ممكن والحصول على استقلاليته بشكلٍ تطوري نحو البحث عن معنى لوجوده وبيئته “
ماهي الأنشطة المناسبة للتوعية البيئية:
يمكن للأطفال أن يتعلموا أشياءً يحبونها بشكلٍ سريع وبإتقانٍ عالي ,لذلك فإن إعداد جولات خضراء أو رحلات ميدانية لأجواء بعيدة عن المدرسة ,اضافةً لتنفيذ بعض المبادرات وعملية دمج التوعية من خلال الأنشطة واللعب سيكون لها أهمية في تنمية المواهب للتلاميذ وإعداد قدراتهم بتفاعلهم الإيجابي مع قضايا البيئة . أما الأنشطة فهي:
الرحلات المدرسية البيئية:
تمثل أحد أهم استراتيجيات تعليم التربية البيئية. ذلك لأن تفاعل الطلاب المباشر مع البيئة يوفر الأساس المادي المحسوس لتعلم المفاهيم البيئية، وزيادة فهم هؤلاء الطلبة لبيئتهم، وتقديرهم لها. إن استراتيجية الخبرة المباشرة تتضمن أن يتعلم الطلاب بطريقة تجريبية مباشرة وتفاعلية مع البيئة. ويمكن أن تشمل الخبرة المباشرة مواقع في البيئة الطبيعية كشاطئ البحر أو منطقة جبلية أو منطقة صحراو ية أو محمية طبيعية. والمشاركة في عمليات التشجير والتعرف على مكونات الطبيعة.
لكن لابد من الإشارة الى أهمية:
توفير الحماية المناسبة للطفل اثناء الرحلات البيئة:
لابد من تأمين وتوفير شروط السلامة قبل البدء بأي رحلة مدرسية أو نشاط خارجي حيث يجب التأكد من سلامة الطريق ووسائل النقل وأخذ التفقد للأطفال وخلو المنطقة التي يزورها الأطفال من مخلفات الحرب أو المواد الكيماوية والحادة والآبار المهجورة والردم والأنفاق…..
اضافةً يجب أن يكون الأطفال برفقة أشخاص موثوقين ومدربين بشكل جيد مع توفر الإسعافات الأولية ومعلومات عن مراكز الشرطة والمستشفيات القريبة من منطقة الزيارة واتخاذ الإجراءات المناسبة لسياسة حماية الطفل.
إقامة المبادرات البيئية المدرسية:
من خلال تخصيص يوم أو أسبوع بيئي ضمن المدرسة واستثمار المناسبات المهمة مثال اليوم العالمي للبيئة 5 حزيران ودعوة الأهالي والمجتمع المحلي لمناقشة القضايا البيئية المجتمعية واستضافة خبير أو ناشط بيئي. والتوعية بأهمية البيئة أو زراعة بعض النباتات والأشجار في المدرسة واستضافة أشخاص فاعلين بالمجتمع المحلي وأن تحمل المبادرة اسم معين يعكس أهمية البيئة والحفاظ عليها .
الجلسات الارشادية والتوعوية:
للإرشاد الجماعي مجالات واسعة ومتعددة من خلال التوعية بها ، لذلك على المعلم والمرشد المدرسي أن يكون مستعداً للتعامل مع المواقف المختلفة والمتغيرة والتوعية بها ، وعليه أن يخطط لعمله ويجعل تخطيطه مرناً يتسع للمواقف المتغيرة بتدريب التلاميذ على التفكير العلمي السليم في حل ما يواجههم من مشكلات بيئية وإكسابهم المهارات ,وتنمية قدراتهم الابتكارية نحو بيئتهم باختيار مواضيع وظواهر وقضايا تحفزهم على دراستها والمشاركة في حلها .حيث هنا يتوجب ” استعمال وسائل تعليمية مختلفة وعدداً كبيراً من الطرق التدريسية الفاعلة في التعليم البيئي والإضاءة بوجود تقنيات للجلسات الإرشادية تعتمد على التحضير المناسب للموضوع وتقديمه بطريقة تفاعلية للأطفال .
دمج الوعي البيئي في المناهج:
يمكن للمعلمين دمج التعليم البيئي في دروسهم من خلال مناقشة موضوعات مثل تغير المُناخ ,التنوع البيولوجي ,التلوث, الحفاظ على البيئة ,و دمج الوعي البيئي في المناهج يعزز من الوعي البيئي ، وبحسب الخبيرة التربوية الاء الموصللي ( أن عملية الوعي البيئي في المدارس يجب أن تكون متدرجة من رياض الأطفال إلى المراحل التعليمية المتقدمة وأن تكون متناسبة مع الفئات العمرية المختلفة وأن يشمل دمج الوعي البيئي وقضايا البيئة في أغلب المواد التعليمية أو تدريسه كمادة مستقلة شاملة قدر الإمكان )
العروض المسرحية والفنية:
يعد المسرح المدرسي أحد الأنشطة التي من خلالها يمكن إيصال عدة رسائل تربوية وتوعوية للتلاميذ، ويكون بإشراف المعلمين أو المرشدين/ات في المدرسة، فهو وسيلة تربوية وطريقة مهمة يكتسب الطلبة من خلالها العديد المهارات. وتكون العروض المسرحية أكثر مقاربة للفئات العمرية الصغيرة إذ اٌستخدم فيها مسرح الدمى إلى جانب المسرح (تعتبر الرسومات الجدارية شكلاً من أشكال الفنون التي تستخدم في التوعية ولفت الانتباه إلى قضايا المجتمع)
في النهاية:
من المهم أن يكون للمدرسة وأنشطتها هدفاً لخلقِ سلوكٍ بيئي سليم للطفل وله أثرٌ مستقبلي يشمل محيطاً واسع لجيلٍ قد يكون أفرادهُ أصحاب قرارٍ يوماً ما .
إن إدراك حقيقة المشكلات البيئية، والتأثيرات المترتبة عليها، تفتح الوعي على ضرورة المساهمة في حلها، وتحرض الطفل على النهوض بدوره في المحافظة على بيئته وسلامتها.
وجوهر هذا الدور هو المشاركة الفعالة في تنفيذ المهام الفردية والجماعية (بما يتلاءم مع عمره وقدراته) و سلوكه اليومي. وهي من أهم المجالات والأنشطة التي يمكن من خلالها أن يؤدي الطفل دوراً في حماية البيئة.
المراجع :
إبراهيم، م. (2001). التربية في مناهج التعليم رؤية لتحقيق دور تربوي تعليمي إيجابي لحماية البيئة من التلوث. القاهرة: مكتبة الأن جلو المصرية
التربية من اجل التنمية المستدامة. اليونسكو2012
https://unesdoc.unesco.org/ark:/48223/pf0000216383_ara
جريدة الصباح , المسرح المدرسي ودورة في توعية التلاميذ وتثقيفهم, https://alsabaah.iq/87519-.html
مقابلة مع الخبيرة التربوية , الاء اللموصلي 6/2/2024