أنا بيئي، هل تريد أن تكون أكثر من مجرد موظف ؟ اكتشف كيف يمكن لروحك البيئية أن تحولك إلى قائد مؤثر في مجالك

الواقع السوري:

العمل جزءٌ لا يتجزأ من حياتنا ومن خلاله نكتسب قوت يومنا ومعيشتنا ,خاصةً في ظّل الظروف التي تواجهنا عقب الحرب على سوريا.

 وعلى الرغم من التحديات التي تواجه سوق العمل السوري إلا أن هناك العديد من الجهود المبذولة لإعادة الإعمار وخلق فرص عمل جديدة للشباب.

تعد سوريا اليوم من أكثر الدول المتضررة من أزمة المُناخ ,لكن ما علاقة البيئة بالعمل؟ وكيف يمكن لإهتمامي بالبيئة أن يساعدني في زيادة فُرصي في التوظيف؟ لنتابع معاً في هذا المقال توجهاً جديداً في مجال العمل الوظيفي.

 

من هو الشخص البيئي؟

هو الشخص المدرك لأهمية الحفاظ على البيئة ويسعى جاهداً لتطبيق ممارسات صديقة للبيئة في حياته اليومية. 

يتميز هذا الشخص بالفردية والحس العالي بالمسؤولية تجاه المحيط, كما يمكنه أن يكون شخصية نافذة ومرموقة في المجتمع تتمتع بصلاحيات وامكانيات واسعة لإتخاذ إجراءات تحمي البيئة.

 أو قد يكون شخصاً عادياً كأي فردٍ منا يستطيع بممارسات صحيحة وعاداتٍ يومية بسيطة المساهمة في حماية البيئة وجعل محيطه مكاناً أفضل للعيش.

“التحول الأخضر” وتوجه العالم الحالي نحو الاستدامة

يواجه العالم الآن عددًا من التحديات البيئية وعلى هذه الخلفية، يمثل التحول الأخضر بادرةً تَستخدمُ كلاً من البيئة والتقنية الرقمية في سبيل “تحويل” المنظمات والمجتمعات بطريقةٍ تتيح إيجاد حلول لهذه التحديات بالتوازي مع تحقيق النمو الاقتصادي أيضًا.

 ومن أحد المواضيع الأساسية في التحول الأخضر “التخفيف من آثار التغير المُناخي “. وبناءً عليه تتسارع المبادرات التي تستهدف تحدي هذا التغير .

واليوم لم يعد التحول الأخضر يسلكُ اتجاهً عالمياً فقط بل امتد ليصل إلى اتجاهاتٍ إقليمية ومحلية أيضاً ,واتخذ عدة إجراءات أحدها “الوظائف الخضراء” وهي مجموعة واسعة من المهن عبر مختلف القطاعات التي تعطي الأولوية للاستدامة والمسؤولية البيئية ,و تُبذل جهوداً متزايدة لخلق وظائف خضراء جديدة وتحويل الوظائف الموجودة إلى وظائف أكثر استدامة .

إذ لم يعد دمج الممارسات المستدامة في سوق العمل خيارًا بل ضرورة كما ذكرت د. نجاح عشري نائب رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في تقريرٍ لها على منصة لينكد ان: 

“مع تحول العالم بشكل متزايد نحو الاستدامة، يشهد سوق العمل الدولي تحولًا موازياً مدفوعًا بالمخاوف البيئية وضرورة الحد من تغير المناخ، مما يؤكد على الأهمية المتزايدة للاستدامة في إعادة تشكيل الصناعات ونظم التوظيف حول العالم.” 

يؤكد التقرير أيضاً على ازدياد الطلب على مهارات الاستدامة في مختلف قطاعات سوق العمل، وأن الاستدامة لم تعد مجالًا متخصصًا فحسب، بل أصبحت أحد العلوم الأساسية التي يشترطها سوق العمل المحلي والعالمي.

قيمة مضافة للسيرة الذاتية:

أن تكون بيئياً يعني أنك تتمتع بالوعي والمسؤولية اتجاه القضايا البيئية وتملك سلوكيات وممارسات يومية تساهم في حماية بيئتك .

وبالتالي اهتمامك بالأنشطة التفاعلية والمبادرات والندوات والمؤتمرات المعنية بالبيئة والتي تناقش القضايا البيئية باختلافها، ومشاركتك بها تمنحك مهاراتٍ عديدة منها التواصل الفعال وحل المشكلات والقيادة والبحث وأيضا مهارة العمل الجماعي.

 وهي جميعها مهارات لا غنى عنها في سوق العمل وتُغني سيرتك الذاتية مهما كان اختصاصك ومهما كانت الجهة التي تعمل لديها سواء في القطاع العام أو الخاص أو حتى في مجال العمل الحر.

نظم الإدارة البيئية Iso14001

تعتبر مهارة إدارة البيئة من المهارات الأساسية التي يبحث عنها أصحاب العمل في مختلف المجالات ,حيث أصبحوا أكثر حرصًا على توظيف أشخاص يملكون مهارات إدارة البيئة. 

ويرجع ذلك إلى أن هذه المهارات تُمكن الموظفين من الحفاظ على الموارد الطبيعية ,ويمكن أن تساعد في خفض تكاليف التشغيل من خلال تقليل استهلاك الطاقة والمياه والمواد الخام.

 كما أن هذه المهارات تُمكن من إعادة تدوير النفايات واستخدامها بشكل فعال بالإضافة إلى زيادة الإنتاجية وتحسين سمعة الشركة وجعلها أكثر جاذبية للعملاء والمستثمرين.

 وبما أن العديد من الدول تُلزم الشركات بالامتثال للقوانين واللوائح البيئية، تُمكن مهارات إدارة البيئة الموظفين من فهم هذه القوانين واللوائح وتطبيقها بالشكل الصحيح.

 تعتبر سلسلة مواصفات الإدارة البيئية ISO14001 القاعدة الأساسية لنظم الإدارة البيئية ,ولكن نظراً لصعوبة الحصول على الشهادة من مركز ISO وتكلفتها العالية في سوريا قامت العديد الجهات بتقديم دورات تدريبية تؤهل الموظفين لفهم المواصفة كاملة وتطبيقها في مجال عملهم، ومن الأمثلة عليها نذكر مركز التأهيل والتدريب في غرفة صناعة حماة وأكاديمية صنّاع الجودة العرب.

كيف أذكر هذه المهارات في سيرتي الذاتية؟

يمكنك تخصيص قسم من السيرة الذاتية لتتحدث عن خبراتك وانجازاتك في هذا المجال، إليك بعض الأمثلة:  

  • كنت قائداً لفريق من المهندسين في تصميم وتنفيذ نظام طاقة شمسية جديد.
  • قمت بتنفيذ مبادرة مجتمعية معنية بإعادة تدوير النفايات في منطقة ما أدت الى تقليل النفايات بنسبة 30% في هذه المنطقة .

او يمكنك ذكر المهارات التي اكتسبتها من خلال الأنشطة البيئية مثل مهارة التواصل والعمل الجماعي وغيرها في القسم المخصص للمهارات في السيرة الذاتية.

وهناك طريقة أخرى، يمكنك استخدام الكلمات البيئية المفتاحية في ملفك التعريفي، مثال:

أُشارك في مشاريع بيئية تطوعية.

حصلت على تدريب إدارة النظم البيئية ISO14001 مع شهادة مصدقة اصولاً.

اعمل في إدارة المشاريع المستدامة منذ 5 سنوات. 

لدي عملي الخاص، وأحرص دائماً على حماية البيئة من خلال فرز النفايات يومياً واستخدام المواد والمنتجات الصديقة للبيئة.

ختاماً:

كانت وما زالت سوريا من الدول المواكبة للقضايا البيئية بالرغم من الحرب الطويلة التي شهدتها إلا أنها تلتزم باتفاقيات عديدة في التغير المناخي، مثل اتفاقيات السلامة الكيميائية واتفاقيات التنوع الحيوي وغيرها يمكنك أن تجدها ضمن زاوية “سوريا والمناخ” على الموقع الرسمي لمؤسسة رياديّو المناخ السوريون.

و نظمت المؤسسة مؤخراً لمؤتمر “الشراكات الخضراء” برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في دمشق بهدف تحفيز جميع القطاعات والشركات على التحول الأخضر وإيجاد حلول خضراء تطبيقية,إضافةً للعديد من الأنشطة والفعاليات التوعوية بمخاطر التغير المناخي.

إذاً، هل أنت مستعدٌ الأن لتغير نظرتك للحياة العملية وأن تكون جزءاً من حل المشكلات والتحديات التي تواجه كوكبنا؟

كتابة:  هيلانة شيخ الشباب

تدقيق: داليه عبد اللطيف

إقرأ أكثر مع SCP