انطلقت في شرم الشيخ المصرية أول أمس 6 تشرين الثاني فعاليات مؤتمر COP27 ، وهو مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ؛ يسمى أيضاً مؤتمر الأطراف، أي تجتمع فيه على مدار أسبوعين الأطراف المنخرطة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ويبلغ عدد الأطراف (الدول) الموقعة على هذه الاتفاقية 193 طرف، وهي النسخة ال27 لهذا الاجتماع.
يقام مؤتمر المناخ لهذا العام على خلفية أحداث وبيانات مقلقة حول عدم التزام الحكومات بتعهداتها بالتصدي لتغيرات المناخ وحماية مستقبل البشرية، فمن بين 193 دولة فقط 23 دولة قدمت للأمم المتحدة خططها الوطنية في تنفيذ الخطوات المتفق عليها في المؤتمرات السابقة.
وقد شهد المؤتمر الماضي الذي أقيم في غلاسكو _ المملكة المتحدة تعهدات كبيرة من الأطراف حول عدة قضايا منها الصافي الصفري، وحماية الغابات والتمويل المناخي، وقضايا أخرى كثيرة لا تزال حتى الآن مجرد وعود، ووفقاً لبيان الرؤية الرئاسية للمؤتمر فإن COP27 سيكون حول الانتقال “من المفاوضات والتخطيط إلى التنفيذ” لكل هذه الوعود والتعهدات التي تم تقديمها.
وقد صرح أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة أن الدورة السابعة والعشرين من مؤتمر الأطراف COP27، يجب أن تقدم “دفعة أولى” بشأن الحلول المناخية تتناسب مع حجم المشكلة.
فهل سنكون حقاً على قدر المسؤولية؟!
جدول أعمال حافل في COP27
تقوم الرؤية الأساسية لمؤتمر هذا العام حول الانتقال من مرحلة التفاوض والتخطيط إلى مرحلة التنفيذ، ووفقاً لمسؤولين سيشهد المؤتمر مفاوضات بشأن بعض النقاط العالقة بعد مؤتمر غلاسكو، تشمل هذه القضايا تمويل “الخسائر والأضرار” حتى تتمكن البلدان الواقعة في الخطوط الأمامية للأزمة من التعامل مع عواقب تغير المناخ التي تتجاوز قدرتها على التكيف، والوفاء بالوعود لتقديم 100 مليار دولار كل عام لتمويل التكيف في الدول منخفضة الدخل من قبل الدول المتقدمة.
ستشمل المفاوضات أيضاً مناقشات فنية، على سبيل المثال، لتحديد الطريقة التي يجب أن تقيس بها الدول عملياً انبعاثاتها بحيث يكون هناك مجال متكافئ للجميع.
ستمهد كل هذه المناقشات الطريق لإجراء أول تقييم عالمي خلال مؤتمر COP 28، والذي سيقيّم في عام 2023 التقدم العالمي الجماعي بشأن التخفيف والتكيف وسبل تنفيذ اتفاق باريس.
لكن إلى جانب المفاوضات الرسمية، ستكون هناك غرف اجتماعات، وأجنحة، وستعقد آلاف الأحداث الجانبية التي سيتم تقسيمها على أيام مواضيعية.
مواضيع هذا العام هي: التمويل، والعلوم، والشباب والأجيال القادمة، وإزالة الكربون، والتكيف والزراعة، والجنس، والمياه، والمجتمع المدني، والطاقة، والتنوع البيولوجي والحلول –أحدث موضوع في مؤتمر الأطراف.
لماذا يهمنا COP27 كسوريين؟
نحن كسوريين ننتظر مخرجات قمة المناخ وننتظر أكثر رؤية الخطط والوعود تتحول إلى خطوات على أرض الواقع
فسوريا من الدول الأكثر تأثراً بارتفاع درجات الحرارة وبدأت تظهر هذه الآثار بوضوح على مناخ المنطقة من حرائق وعواصف وجفاف وتغير مواعيد الرزنامة الزراعية الأمر الذي يجعل قدرتنا على تأمين الغذاء والمياه أكثر صعوبة ويكرّس مشاكل اقتصادنا المتهالك مسبقاً.
ننتظر من الأطراف المشاركة في هذا المؤتمر أن تقف على مسؤولياتها في تبني مفهوم العدالة المناخية والبدء في دعم وتمويل خسائر وأضرار الدول الأشد فقراً والأقل انبعاثات فنحن هنا ضحية جديدة للدول الصناعية الكبرى.
إظهار جدية عالية من كل الأطراف في مكافحة التغير المناخي ليس فقط على مستوى تمويل الدول الفقيرة والغير قادرة على الوقوف وحدها إنما على مستوى التخطيط ووضع السياسات والتنفيذ فالاستدامة التي نحلم بها ونسعى للوصول إليها تحتاج لتضافر كل الجهود ووضع الخلافات السياسية على مستوى العالم جانباً فإن لم نقرع جرس الإنذار ستزداد وتكبر الفاتورة على الجميع في المستقبل.
المصادر:
https://news.un.org/ar/story/2022/11/1114912
https://www.bbc.com/arabic/middleeast-63089960