اهداف التنمية المستدامة
نهاية عام 2015 دخل مصطلح “التنمية المستدامة” بكثافة إلى المنشورات الرسمية والسياسات والخطط الحكومية وغير الحكومية، قبل أن يصبح المصطلح الأكثر استخداماً عندما يتعلق الأمر بالمستقبل والتخطيط له، سنتعرف في هذا المقال على مفهوم التنمية المستدامة، أبعادها، وأهدافها.
التنمية المستدامة مفهوم اقتصادي اجتماعي أممي، رسمت به هيئة الأمم المتحدة خارطة للتنمية البيئية والاجتماعية والاقتصادية على مستوى العالم، هدفها الأول هو تحسين الظروف المعيشية لكل فرد في المجتمع، وتطوير وسائل الإنتاج وأساليبه، وإدارتها بطرق لاتؤدي إلى استنزاف موارد كوكب الأرض الطبيعية، حتى لانحمّل الكوكب فوق طاقته، ولا نحرم الأجيال القادمة من هذه الموارد، أي تلبية احتياجات الجيل الحالي دون إهدار حقوق الأجيال القادمة، ودون الإفراط في استخدام الموارد الطبيعية المتبقية على كوكبنا.
اعتمدت جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في عام 2015 أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، والتي تُعرف أيضًا باسم الأهداف العالمية، باعتبارها دعوة عالمية للعمل على إنهاء الفقر وحماية الكوكب وضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار بحلول عام 2030.
أبعاد التنمية المستدامة
من المفروض أن تسعى التنمية المستدامة إلى التوفيق بين الأبعاد الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
أولاً البعد الاقتصادي:
ويتعلق بإنتاج ما يغطي جميع حاجيات الإنسان الأساسية ويحسن رفاهيته ومستوى عيشه، وهذا يستدعي تطوير القدرات الإنتاجية والتقنيات المتاحة عبر دعم البحث العلمي وتحفيز المقاولات على الاستثمار، وتبني أساليب الإنتاج والإدارة الحديثة من أجل مضاعفة الإنتاجية.
ثانياً البعد الاجتماعي:
ويكون بضمان نمو مُدمِج عبر توزيع عادل للثروة وللموارد ومنظومة ضريبية عادلة، وإرساء نظام حماية اجتماعية يوفر الحق لجميع أفراد المجتمع دون تمييز في الحصول على الخدمات الصحية وتأمينهم ضد أخطار الحياة.
ثالثاً البعد البيئي:
وذلك بالعمل على الحد من الآثار الضارة للأنشطة الإنتاجية على البيئة والاستهلاك الرشيد للموارد غير المتجددة، والسعي إلى تطوير استعمال مصادر الطاقة المتجددة وإعادة تدوير المخلفات.
أهداف التنمية المستدامة:
أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر متكاملة أي أنها مبنية على أن العمل في مجال ما سيؤثر على النتائج في مجالات أخرى، وأن التنمية يجب أن توازن بين الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
من خلال التعهد بعدم ترك أي شخص في الخلف، التزمت البلدان بتسريع التقدم لأولئك المتأخرين عن الركب. هذا هو السبب في أن أهداف التنمية المستدامة مصممة لجعل العالم يتحول إلى أصفار في العديد من جوانب الحياة المتغيرة، بما في ذلك الفقر المدقع والجوع والإيدز والتمييز ضد النساء والفتيات.
يهدد إنتاج الأغذية بأن يكون أكبر ضحية لتغير المناخ، ولكن الزراعة المستدامة يمكن أن تكون جزءاً من الحل.
تغير المناخ يُؤدي إلى عواقب عميقة على تنوع كوكبنا وحياة البشر. فمستويات سطح البحار ترتفع، ومياه المحيطات تزداد احتراراً.
وتهدد موجات الجفاف الأطول والأشد إمدادات المياه العذبة والمحاصيل، مما يشكل خطر على الجهود الرامية إلى إطعام سكان العالم المتنامين. ومن غير اتخاذ إجراء ما، سيؤثر تغير المناخ تأثيراً خطيراً على إنتاج الأغذية في البلدان والمناطق التي تعاني بالفعل من درجة عالية من انعدام الأمن الغذائي كسوريا، وسوف يؤثر ذلك على توافر الأغذية عن طريق الحد من إنتاجية المحاصيل، والثروة الحيوانية، ومصايد الأسماك، ويعيق فرص الوصول إلى الأغذية عن طريق تعطيل سبل عيش الملايين من السكان الريفيين الذين يعتمدون على الزراعة كمصدر لدخولهم.